أستيقظت صباحا على صوت الخطوات في الرّدهه ، كل شئ ابيض ، النافذة والغرفة و الجدران و الناس .
قلبت ورقة تقويمي الخاص فور ان نهضت ، انه اليوم ال 75 .
ثلاثة اشهر و 15 عشر يوما انتهت اخيرا .. !
سأودع هذا المكان المدعو بمركز اعادة التاهيل غدا .
ادراكي للامر على هذه الطريقة ، جعلني اقف قليلا !
فركت عيني وتأملت ما حولي .،
نافذة اعلى السرير على جانبي اﻻيمن ، منضدة أسفلها، مكتب خاص يحتوي اوراقا سطرت افكري ، واخيرا اريكة .
قلبت ورقة تقويمي الخاص فور ان نهضت ، انه اليوم ال 75 .
ثلاثة اشهر و 15 عشر يوما انتهت اخيرا .. !
سأودع هذا المكان المدعو بمركز اعادة التاهيل غدا .
ادراكي للامر على هذه الطريقة ، جعلني اقف قليلا !
فركت عيني وتأملت ما حولي .،
نافذة اعلى السرير على جانبي اﻻيمن ، منضدة أسفلها، مكتب خاص يحتوي اوراقا سطرت افكري ، واخيرا اريكة .
استقبلتني اﻻنسة كيماني عندما خرجت الى الممر بابتسامة عريضة ، هي الممرضة المسئولة عني لكني ﻻ اعتبرها كممرضه ، في أكثر أنسان طبيعي رأيته هنا ان لم تكن وحدها فلم يدخل غرفتي سواها ، نظرت اليها بعد ان عدلت خصلات شعري قائلة " صباح الخير جوناس، كالعادة فقدت طريقك الى دورات المياه ؟"
" لآ ، اصبحت أتبع حدسي الآن "
أجابت بابتسامة ماكرة " أّذن ، أتبع حدسك و أنضم الى غرفة الطعام " .
رحلت بعدها ! ، بجدية ! رغم مكوثي هنا 3 أشهر لم اعتد الى المكان الى اﻻن ، ذلك بسبب مكوثي طويلا في غرفتي ، لم اكن احب اﻻمر بداية ، وأستمر كرهي له ! ، هي تعلم ذلك يجدر بها أن لآ تكون لئيمة !
جففت يديّ بعد غسيلهما اثر خروجي من دورات المياه ، وها أنا حائر في الممر أي طريق يجب أن أسلك !
" جوناس ؟! "
كان صوتاً ناعماً كعادته ، كريستين ذات الشعر الأشقر و العينين الزرقاوتين ، ورأسها اللذي يصل الى ذقني تقريباً ، كعادتها خديها يتوهجان حمارا ، هي جارتي في الغرف ، ربما كلمة جارةٍ لآ تفي معناها ، فهي في الممر المجاور ، لكنها الوحيدة التي كنت أراها أثناء استراحات الطعام .
" أوه ، كريستين ، تبدين جميلةَ كالعادة ! "
أجابتني بتهكم واضح " كف عن ذلك ، تعلم اني دخلت المركز بسبب طعني لشخص كان يتغزل في طوال الوقت بحجة الحب لكن "
"السافل كان يخونك ، مع صديقتك المقربة !" ، قاطعتها ضاحكاً .
نظرت الي بعينيها الزرقاء نظرة مدهوشة ثم أجابت مع ابتسامةٍ واضحة " لقد تطورت يافتى ؟! انت تتذكر اني كريستين حتى ! "
" 3 أشهر عزيزتي كريستين ، 3 أشهر كنتي تعيدين نفس الكلآم ! "
ضحكت بنهكم ثم أجابت " 3 اشهر ؟ " ، اطبقت حاجبيها ثم سألت : " اذن ، اليوم هو الأخير لك ؟! "
شقت ثغري ابتسامة واضحة ، فقد كان كلانا يعلم أني أتوق لهذا اليوم ، لذا مدت كريستين يديها بطريقة مهذبة " لنمضي يا فتى ، سأدلك على غرفة الطعام . "
ضحكت مجددا ثم أجبتها " أنتِ عبقرية " ،
لكمتني بخفة في كتفي قائلة " دائما كُنت ! ، انت هو الغبي ! "
تبعتها بصمت وفرحة ، سأشتاق لها حقاً ما بين كل تلك الأشياء التافهه
من الصعب العيش هنا !،
بامكانك ان ترى مدى الكره الظاهر لهذا المكان من اعين من فيه !
ليس الجميع ! ، بعضهم يلجأ للقيام باعمال الهلوسة ليدخل الى هنا ، اذ انه ﻻ يمتلك ملجأ يأوي اليه ! ، لكني كنت مختلفاً فأنا لم اقم بشئ يجبرهم على وضعي هنا ، سوى اني ادعيت أنه ليس ملجأ ، في قسم الشرطة ! ،
وفجأه وجدت نفسي هنا ، !
الساعة الثانية عشر صباحاً !! مر هذا اليوم سريعاً جدًا ، لكني بخير ، فسأخرج غداً .
وضعت حاجياتي ناظرا اليها بعد ان صففتها على السرير ! ، لست اعلم بعد ما بامكاني فعله بعد ان اخرج ، نظرت اليها طويلاً : مﻻبسي القديمة ، اوراقي ، افكاري ، رسوماتي ،
، كلها كانت تدور حولها !
التقطت صورتها من بين مﻻبسي حيث كنت اخبئها ، تأملت فيها طويلاً ، مع كل نظرة اليها اجدها اجمل ، يفترض بها ان تكون اكبر عمراً اﻻن !
" ما زلت محتفظاً بها ؟! "
نظرت بسرعة الى الباب ، كنت على وشك اخفاء الصورة ، لكن كانت كيماني تحدق في بعينيها العسليتين ،
" اوه ، كيماني أطرقي الباب رجاءً ! "
" حسناً ، يفترض بي ان أصادرها !"
" لم ؟! ، هي ليست مخدارت حتى ؟! " ، ضممت صورتها الى صدري بقوة ، نظرت الي كيم نظرة معاتبة ،
" أسوأ من ذلك هو التعبير الصحيح لها ! "
ابتسمت بمكر وسألتها " هل تغارين ! "
قطبت كيم حاجبيها ثم اجابت بحنق :
" وكأني فعﻻ !! ، يكفيني فقط ان اعرف انك لم تتأثر بدروس الوعظ بسبب تأملك لصورتها !! "
" رؤيتها فقط ستكون سبب شفائي ! "
" أعلم ، لذلك زورت تقارير اﻻطباء بانك شفيت عقليا ! "
ارتفعت نبرة صوتي وانا اقاطعها قائﻻ :
" انا لست مجنون ! "
" أنت مهووس جوناس ! ، من يسبب لنفسه جرحا كببيرا في ظهره ﻻنه يريد نفش اسمها على ظهره باداة حادة ! "
" حسنا كان ذلك من دواعي سروري " !
" لهذا انت هنا ! "
سادت فترة صمت للحظات ، تلحفت بلحافي الخاص ثم قلت :
" سأنام " .
" عمت صباحاً " ، همست بها ثم خرجت بعد ان طرقت باب الغرفة خلفها .
سأشتاق لجدلها في النهاية .
*
اريد ان اصرخ باسمها كل يوم ان اخبرها اني متيم بحبها ،
اني ﻻ "احتاج سواها بجانبي .
كل يوم اريد رؤية وجهها فقط ،
ﻻ باس ان سقط العاالم ..
طالما انها تبتسم ﻻ يهمني ما افعل ﻻجلها . . !
*
نظرت الى الخارج مجدداً ، اشعة الشمس تخترق عييناي ! ، وها انا في يوممي اﻷخير .
جمعت أغراضي في حقيبة صغيرة ،
خرجت ﻻستنشاق بعض الهواء من الخارج،
المنظر اللذي تطل عليه نافذة غرفتي هو اﻻجمل لدي لذا انا متأسف على مغادرته قريباً .
البحيرة الصغيرة خلف المبنى مع فضاء واسع من الحقول الخضراء المقسمة بينما تلوح مباني البلدة القريبة منا بعيدا بلونها الرمادي وتﻷﻷ أنوارها كحبات اللؤلؤ بعيداً .
سحبت نفساً عميقاً الى داخلي ، تذكرت يومي اﻷول هنا ،
بنطال اسود مع قميص مخطط باﻷزرق على شكل مربعات ، يفترض بي ان اكون أنيقا حينها ، لوﻻ وجود عﻻمات من الدم اثر الشجار المفتعل ، و امساكي من قبل رئيس اﻷمن ، استقبلتني ﻷول مرة الممرضة كيماني ، اذكر ابتسامتها العريضة حينها ، تناقشت مع رئيس اﻷمن لفترة ، بينما يخبرها عن جرائمي السابقة ، بعدها اخبرتني انه بامكاني البقاء هنا الى ان يتم عﻻجي ! ،
لم أكن أرغب بالمجيء ، وما زلت !
لكني نادم ، اني لم اتفحص المكان قليلاً ربما وجدت شيئا مثيراً ليسليني هنا !
" هل ستفتقد المكان لهذه الدرجة "
" كريستين ! " ، كان من الواضح انها تقف هنا منذ مدة طويلة !
"مجددا كريستين ، اعلميني عند تواجدك "
" احب رؤية جانبك الجيد ، بينما تتأمل ما حولك "
ابتسمت ثم اجبتها ،" انه ليس بتلك الروعة على اي حال " .
وقفت بجانبي ، ثم اشعلت سيجارتها ذات الرائحة المميزة ، بمعرفتي انها ضارة ، لكني احب استنشاق رائحتها بين الفينة والأخرى .
"ستخرج اذن؟ " ، قالت فجأه ، " ستقابل فتيات جيدات و فتيان وسيمين وبعض من قطعان الماعز؟ " ، ثم ابتسمت قائلة "
اختر ماعز جيدة حتى ﻻ تندم ".
تبسمت وأجبتها " اناا بالفعل امتلك قطة، قطة جميلة "
" ما لونها؟ "
"رمادي "
بانت على وجهها عﻻمات التعجب ، " لم احب ذلك اللون يوما! "
" انه يعطي اﻻمل فمهما كان الليل كاحلا تأتي دائما لتثبت ان هناك شيئا غير السواد الكاحل في حياتك "
"هي كاحلة اثناء النهار أيضاً ! "
" ذلك ما يجعلها مثيرة "
نظرت الي كريستين في عيني ، كانت رائحة سيجارتها تفوح في المكان ، بينما حدقتاها الزرقاوتان تتﻻﻷ بكﻻم تكتمه .
أمسكت رأسها و طبعت على جبهتها قبلة باردة ، همست بهدوء :
" كريستين .. انا لن انساك ابدا "
امسكت يدي قائلة " عدني " ، " عدني انك ان لم تجد قطتك الضائعة انك ستعود هنا "
" أعدك " .
لم أندم على ذلك الوعد يوماً ، اعلم ما يجول بخاطرها لكنني ﻻ اريده ، انا اريد رؤيتها سعيدة فهي تستحق السعادة لكن بيدي .
وضعت تلك المشاعر في قرارة نفسي وأنا أودع كيماني ، ثم اتجهت نحو اﻻمام وأنا أشاهد الطريق اللذي اتيت منه وكأن الذكريات تعود للوراء ، لم أعلم ما ينتظرني لكنني كنت أريد شيئا وحيداً :
" إستعادة قطتي الضائعة ".
* * *
كان صوتاً ناعماً كعادته ، كريستين ذات الشعر الأشقر و العينين الزرقاوتين ، ورأسها اللذي يصل الى ذقني تقريباً ، كعادتها خديها يتوهجان حمارا ، هي جارتي في الغرف ، ربما كلمة جارةٍ لآ تفي معناها ، فهي في الممر المجاور ، لكنها الوحيدة التي كنت أراها أثناء استراحات الطعام .
" أوه ، كريستين ، تبدين جميلةَ كالعادة ! "
أجابتني بتهكم واضح " كف عن ذلك ، تعلم اني دخلت المركز بسبب طعني لشخص كان يتغزل في طوال الوقت بحجة الحب لكن "
"السافل كان يخونك ، مع صديقتك المقربة !" ، قاطعتها ضاحكاً .
نظرت الي بعينيها الزرقاء نظرة مدهوشة ثم أجابت مع ابتسامةٍ واضحة " لقد تطورت يافتى ؟! انت تتذكر اني كريستين حتى ! "
" 3 أشهر عزيزتي كريستين ، 3 أشهر كنتي تعيدين نفس الكلآم ! "
ضحكت بنهكم ثم أجابت " 3 اشهر ؟ " ، اطبقت حاجبيها ثم سألت : " اذن ، اليوم هو الأخير لك ؟! "
شقت ثغري ابتسامة واضحة ، فقد كان كلانا يعلم أني أتوق لهذا اليوم ، لذا مدت كريستين يديها بطريقة مهذبة " لنمضي يا فتى ، سأدلك على غرفة الطعام . "
ضحكت مجددا ثم أجبتها " أنتِ عبقرية " ،
لكمتني بخفة في كتفي قائلة " دائما كُنت ! ، انت هو الغبي ! "
تبعتها بصمت وفرحة ، سأشتاق لها حقاً ما بين كل تلك الأشياء التافهه
من الصعب العيش هنا !،
بامكانك ان ترى مدى الكره الظاهر لهذا المكان من اعين من فيه !
ليس الجميع ! ، بعضهم يلجأ للقيام باعمال الهلوسة ليدخل الى هنا ، اذ انه ﻻ يمتلك ملجأ يأوي اليه ! ، لكني كنت مختلفاً فأنا لم اقم بشئ يجبرهم على وضعي هنا ، سوى اني ادعيت أنه ليس ملجأ ، في قسم الشرطة ! ،
وفجأه وجدت نفسي هنا ، !
الساعة الثانية عشر صباحاً !! مر هذا اليوم سريعاً جدًا ، لكني بخير ، فسأخرج غداً .
وضعت حاجياتي ناظرا اليها بعد ان صففتها على السرير ! ، لست اعلم بعد ما بامكاني فعله بعد ان اخرج ، نظرت اليها طويلاً : مﻻبسي القديمة ، اوراقي ، افكاري ، رسوماتي ،
، كلها كانت تدور حولها !
التقطت صورتها من بين مﻻبسي حيث كنت اخبئها ، تأملت فيها طويلاً ، مع كل نظرة اليها اجدها اجمل ، يفترض بها ان تكون اكبر عمراً اﻻن !
" ما زلت محتفظاً بها ؟! "
نظرت بسرعة الى الباب ، كنت على وشك اخفاء الصورة ، لكن كانت كيماني تحدق في بعينيها العسليتين ،
" اوه ، كيماني أطرقي الباب رجاءً ! "
" حسناً ، يفترض بي ان أصادرها !"
" لم ؟! ، هي ليست مخدارت حتى ؟! " ، ضممت صورتها الى صدري بقوة ، نظرت الي كيم نظرة معاتبة ،
" أسوأ من ذلك هو التعبير الصحيح لها ! "
ابتسمت بمكر وسألتها " هل تغارين ! "
قطبت كيم حاجبيها ثم اجابت بحنق :
" وكأني فعﻻ !! ، يكفيني فقط ان اعرف انك لم تتأثر بدروس الوعظ بسبب تأملك لصورتها !! "
" رؤيتها فقط ستكون سبب شفائي ! "
" أعلم ، لذلك زورت تقارير اﻻطباء بانك شفيت عقليا ! "
ارتفعت نبرة صوتي وانا اقاطعها قائﻻ :
" انا لست مجنون ! "
" أنت مهووس جوناس ! ، من يسبب لنفسه جرحا كببيرا في ظهره ﻻنه يريد نفش اسمها على ظهره باداة حادة ! "
" حسنا كان ذلك من دواعي سروري " !
" لهذا انت هنا ! "
سادت فترة صمت للحظات ، تلحفت بلحافي الخاص ثم قلت :
" سأنام " .
" عمت صباحاً " ، همست بها ثم خرجت بعد ان طرقت باب الغرفة خلفها .
سأشتاق لجدلها في النهاية .
*
اريد ان اصرخ باسمها كل يوم ان اخبرها اني متيم بحبها ،
اني ﻻ "احتاج سواها بجانبي .
كل يوم اريد رؤية وجهها فقط ،
ﻻ باس ان سقط العاالم ..
طالما انها تبتسم ﻻ يهمني ما افعل ﻻجلها . . !
*
نظرت الى الخارج مجدداً ، اشعة الشمس تخترق عييناي ! ، وها انا في يوممي اﻷخير .
جمعت أغراضي في حقيبة صغيرة ،
خرجت ﻻستنشاق بعض الهواء من الخارج،
المنظر اللذي تطل عليه نافذة غرفتي هو اﻻجمل لدي لذا انا متأسف على مغادرته قريباً .
البحيرة الصغيرة خلف المبنى مع فضاء واسع من الحقول الخضراء المقسمة بينما تلوح مباني البلدة القريبة منا بعيدا بلونها الرمادي وتﻷﻷ أنوارها كحبات اللؤلؤ بعيداً .
سحبت نفساً عميقاً الى داخلي ، تذكرت يومي اﻷول هنا ،
بنطال اسود مع قميص مخطط باﻷزرق على شكل مربعات ، يفترض بي ان اكون أنيقا حينها ، لوﻻ وجود عﻻمات من الدم اثر الشجار المفتعل ، و امساكي من قبل رئيس اﻷمن ، استقبلتني ﻷول مرة الممرضة كيماني ، اذكر ابتسامتها العريضة حينها ، تناقشت مع رئيس اﻷمن لفترة ، بينما يخبرها عن جرائمي السابقة ، بعدها اخبرتني انه بامكاني البقاء هنا الى ان يتم عﻻجي ! ،
لم أكن أرغب بالمجيء ، وما زلت !
لكني نادم ، اني لم اتفحص المكان قليلاً ربما وجدت شيئا مثيراً ليسليني هنا !
" هل ستفتقد المكان لهذه الدرجة "
" كريستين ! " ، كان من الواضح انها تقف هنا منذ مدة طويلة !
"مجددا كريستين ، اعلميني عند تواجدك "
" احب رؤية جانبك الجيد ، بينما تتأمل ما حولك "
ابتسمت ثم اجبتها ،" انه ليس بتلك الروعة على اي حال " .
وقفت بجانبي ، ثم اشعلت سيجارتها ذات الرائحة المميزة ، بمعرفتي انها ضارة ، لكني احب استنشاق رائحتها بين الفينة والأخرى .
"ستخرج اذن؟ " ، قالت فجأه ، " ستقابل فتيات جيدات و فتيان وسيمين وبعض من قطعان الماعز؟ " ، ثم ابتسمت قائلة "
اختر ماعز جيدة حتى ﻻ تندم ".
تبسمت وأجبتها " اناا بالفعل امتلك قطة، قطة جميلة "
" ما لونها؟ "
"رمادي "
بانت على وجهها عﻻمات التعجب ، " لم احب ذلك اللون يوما! "
" انه يعطي اﻻمل فمهما كان الليل كاحلا تأتي دائما لتثبت ان هناك شيئا غير السواد الكاحل في حياتك "
"هي كاحلة اثناء النهار أيضاً ! "
" ذلك ما يجعلها مثيرة "
نظرت الي كريستين في عيني ، كانت رائحة سيجارتها تفوح في المكان ، بينما حدقتاها الزرقاوتان تتﻻﻷ بكﻻم تكتمه .
أمسكت رأسها و طبعت على جبهتها قبلة باردة ، همست بهدوء :
" كريستين .. انا لن انساك ابدا "
امسكت يدي قائلة " عدني " ، " عدني انك ان لم تجد قطتك الضائعة انك ستعود هنا "
" أعدك " .
لم أندم على ذلك الوعد يوماً ، اعلم ما يجول بخاطرها لكنني ﻻ اريده ، انا اريد رؤيتها سعيدة فهي تستحق السعادة لكن بيدي .
وضعت تلك المشاعر في قرارة نفسي وأنا أودع كيماني ، ثم اتجهت نحو اﻻمام وأنا أشاهد الطريق اللذي اتيت منه وكأن الذكريات تعود للوراء ، لم أعلم ما ينتظرني لكنني كنت أريد شيئا وحيداً :
" إستعادة قطتي الضائعة ".
* * *
تلعب بالطين ، شعرها الطويل ذو التجاعيد ،
عينان كبيرتان ، حدقتاها السوداوتان كسواد شعرها ،
بشرتها السمراء ، يدها الصغيرة ،
أزاحت بعض الشعر المنسدل على وجنتها ثم التفتت لي وقالت :
" اذا كنت ترغب بأدوات الحفر لدي اضافية ! "
أجبتها غاضبا :
" أريد تلك اللتي معك ! "
" أنتظر حتى يحين دورك اذن ! فالسيدات أوﻻ . "
" أنتِ ﻻ تنتمين لهن !! ، أنتي فقط في التاسعة من عمرك ! "
غضبت و رمت اﻷداة على اﻷرض ،
" سأصبح منهن يوما ، وحينها ستظل انت وحيداً " ،
قالتها بحنقة ثم انصرفت ، بينما كان شعرها يداعب وجنتيها مجددا ، فتزيحه بعصبية !!
...
أفاق جوناس على جرس وصول الحافلة الى المحطة ، كان واقعاً في غيبوبة عميقة الى ان يصل الى قريته ، نزل من الحافلة .
أفاق جوناس على جرس وصول الحافلة الى المحطة ، كان واقعاً في غيبوبة عميقة الى ان يصل الى قريته ، نزل من الحافلة .
كان الطريق طويلا جدا ، فبعد ذلك قريته الواقعه بعيدا عن البلدة ﻻ تدخلها الحافلات الكبيرة ، مشى مرة أخرى في ذلك الطريق ، اعتصرت ذكرياته القديمة طريق القرية المتعرج ، كان يتذكر المكان حيث نشأ قديماً ، كانت المباني غطت جزءاً لا بأس به من الحقول ، لم تكفه وحدته وحقيبة ظهره و ملابسه القديمة من نظرات الناس ، ﻻ عجب فهم يحفظون مﻻمح ابن عائلة القرية اﻷصلية ، لم يكترث
لهم ، جذب انتباهه مكان عمله القديم بجانب الساقية ، فقد كانت حرفة عائلته هي الخشب وهناك كان موقع عملهم
لهم ، جذب انتباهه مكان عمله القديم بجانب الساقية ، فقد كانت حرفة عائلته هي الخشب وهناك كان موقع عملهم
البيت ذو اللون اﻷحمر مركز القرية ، حديقة البيت بابها مفتوح كالعادة ، نظر طويلا الى اسم عائلته المحفور على قطعة حديد بجانب البوابة و كما كان منذ ان غادر حفرت عليه حروف الكلمة ( مارتن ) .
أعاد جون النظر في الحديقة كانت اصغر مما تبدو قليﻻ ، تأمل في المقعد الخشبي حيث كان هو و اطفال عائلته يمرحون ، امعن النظر في تلك الحروف المنقوشة على الجدار اﻻحمر ! كانا حرفي ( JJ ) بجانب بعضهما ،
، سرحت أفكاره نحو كاتب الحروف لكنه استفاق على صوت حاد !
، سرحت أفكاره نحو كاتب الحروف لكنه استفاق على صوت حاد !
" يا إلهي .. ! جوناس ! " صرخت بذلك بصوت مرتفع قبل ان تضمه الى صدرها و تبكي .
ضمت السيدة ميفين جوناس الى صدرها بكل قوة ، فقد مضت مدة طويلة على رؤيته ، في النهاية هو ابن اخيها الصغير ، نظرت الى وجهه كثيرا و اعادت ضمه ، كانت الدموع تسيل من عينيها ، دموع الصدمة واالسعادة ، أمسكت يده بقوة و جذبته الى منزلها ، لم يكن جون يعرف ما يقول او حتى يفعل فقد عقدت لسانه دموع اﻻنسة ميفين .
" اين كنت تلك المدة ، جوناس ؟ "
احتار جوناس في كيفية اﻻجابة فهو ﻻ يريد اخبارها عما دار معه .
احتار جوناس في كيفية اﻻجابة فهو ﻻ يريد اخبارها عما دار معه .
- كنت في رحلة طويلة ، قمت بأشياء كثيرة واستقر وضعي في بلدة بعيدة لذا مكثت فيها ثم عدت .
ابتسمت العمة ميفين ، فهي تعلم جيداً ان ولد اخيها اللذي تربي على يدها لم يخبرها سوى شطر الحقيقة .
- ألن تسأل عن البقية ؟
- أنتِ تعلمين انه لم يكن احد ليبحث عني سواك .
- بل جميعهم قلقو عليك ، لم يرد احد منك الرحيل ، *أجتمعت عبرتها مرة أخرى ثم أكملت *
لقد كانت سبع سنواتٍ طويلة ، لم يصدق أحدهم أنك ستغادر المنزل في السادسة عشر من عمرك ! ،
أنا متأكدة ايضا انك لم تنوي الرجوع اﻻ لخطب ما ، لكني لن اخبرك شيئاً حتى تمكث هنا قليلا !
ابتسمت العمة ميفين ، فهي تعلم جيداً ان ولد اخيها اللذي تربي على يدها لم يخبرها سوى شطر الحقيقة .
- ألن تسأل عن البقية ؟
- أنتِ تعلمين انه لم يكن احد ليبحث عني سواك .
- بل جميعهم قلقو عليك ، لم يرد احد منك الرحيل ، *أجتمعت عبرتها مرة أخرى ثم أكملت *
لقد كانت سبع سنواتٍ طويلة ، لم يصدق أحدهم أنك ستغادر المنزل في السادسة عشر من عمرك ! ،
أنا متأكدة ايضا انك لم تنوي الرجوع اﻻ لخطب ما ، لكني لن اخبرك شيئاً حتى تمكث هنا قليلا !
ايقن جوناس ان الجدال في اﻻمر سيجعله يعترف بما مضى لذا التزم الصمت ، و ارتشف رشفة من الشاي الذي امامه .
- عمتي ، أين يوري ؟
- يوري ؟ ! * شقت ثغرها ابتسامة * لقد تزوجت من رجلها بعد ان رحلت بسنتين وقد رزقت بطفل .
بانت ملامح ابتسامة جميلة على وجهه تخبرها انه كان على يقين بذلك فقد كآنت أخته التوأم له بفارق 9 أشهر ، وقد كان هو سبب لقاءها بذلك الرجل وهو يعلم مقدار حبها له .
- ما إسمه ؟
- يوري ؟ ! * شقت ثغرها ابتسامة * لقد تزوجت من رجلها بعد ان رحلت بسنتين وقد رزقت بطفل .
بانت ملامح ابتسامة جميلة على وجهه تخبرها انه كان على يقين بذلك فقد كآنت أخته التوأم له بفارق 9 أشهر ، وقد كان هو سبب لقاءها بذلك الرجل وهو يعلم مقدار حبها له .
- ما إسمه ؟
ظهرت ملآمح الرضا على وجه العمة ميفين ، اخرجت صورة صغيرة من حقيبتها القديمة ووضعتها في يده " يدعى جوناس ، يشبهك كثيراً" .
تأمل جوناس ملامح الطفل الصغير ، لقد كان على شبه عظيم منه ، عيناه الواسعتان ، حدقتاه كاحلتا السواد ، بشرته السمراء ، شعره اﻻسود الناعم ، وجنتيه الصغيرتين .
تأمل جوناس في الصورة كثيرا تذكر ريعان طفولته عندما كان اشقى الموجودين ، حيث كان يلعب في الوحل دائما ، يعود متأخرا دائما ، ويُلام على كل شئ دائما ، ثم ما ان يعود الى البيت باكيا تستقبله عمته ميفين بكل حنان في صدرها ، ثم تخرج لتؤنب من أبكاه وتعود اليه بحلوى لترضيه ،
عادت الذكريات معه و سرعان ما بدات ملامح الطفل تختفي عندما امتلأات عيناه بالدموع .
كانت العمة ميفين تراقب هذا المشهد وهي تعلم ما يجول بخاطره ، اقتربت منه و ضغطت على كتفه ، همست قائلة " مازلت بعمر السادسة عشر ، جون " .
تأمل جوناس في الصورة كثيرا تذكر ريعان طفولته عندما كان اشقى الموجودين ، حيث كان يلعب في الوحل دائما ، يعود متأخرا دائما ، ويُلام على كل شئ دائما ، ثم ما ان يعود الى البيت باكيا تستقبله عمته ميفين بكل حنان في صدرها ، ثم تخرج لتؤنب من أبكاه وتعود اليه بحلوى لترضيه ،
عادت الذكريات معه و سرعان ما بدات ملامح الطفل تختفي عندما امتلأات عيناه بالدموع .
كانت العمة ميفين تراقب هذا المشهد وهي تعلم ما يجول بخاطره ، اقتربت منه و ضغطت على كتفه ، همست قائلة " مازلت بعمر السادسة عشر ، جون " .
...
خرج جون يستنشق الهواء من شرفة المنزل ، لقد مضى على اقامته مع عمته أسبوعٌ كآمل !
، غير مرتاح هنا ، لكنه ﻻ يملك خياراً اخر ، فهو ﻻ يريد ان يخذل عمته مجدداً، فهي الشخص الوحيد اللذي يهتم لأمره الآن بعد ايجاد قطته الضائعة .
لم يمضي أسبوعه عبثاً فقد حاول تصفية ذهنه مما حدث معه طوال سنينه السبع وما قبلها ، تنبعث ذكرياته الواحدة تلو اﻷخرى لوجوده في ذات اﻷماكن ، حيث كان يمرح ، حيث كان يأكل ، حينما تشاجر ، و حينما اعترف بحبه لها ...!
من بين ذاكرته الطويلة تذكر شيئاً مهماً ، كان كوخ القش الكبير الواقع في الجهة اﻻخرى من البيت حيث المخزن .
شرب اخر قطرات له من الشاي الخاص بعمته وجمع جأشه ذاهبا إليه ، بالنسبة له كان ذلك المكان كنز ذكرياته ، وربما توجد هناك على تلك اللوحة ، مكان قطته الرمادية !
، غير مرتاح هنا ، لكنه ﻻ يملك خياراً اخر ، فهو ﻻ يريد ان يخذل عمته مجدداً، فهي الشخص الوحيد اللذي يهتم لأمره الآن بعد ايجاد قطته الضائعة .
لم يمضي أسبوعه عبثاً فقد حاول تصفية ذهنه مما حدث معه طوال سنينه السبع وما قبلها ، تنبعث ذكرياته الواحدة تلو اﻷخرى لوجوده في ذات اﻷماكن ، حيث كان يمرح ، حيث كان يأكل ، حينما تشاجر ، و حينما اعترف بحبه لها ...!
من بين ذاكرته الطويلة تذكر شيئاً مهماً ، كان كوخ القش الكبير الواقع في الجهة اﻻخرى من البيت حيث المخزن .
شرب اخر قطرات له من الشاي الخاص بعمته وجمع جأشه ذاهبا إليه ، بالنسبة له كان ذلك المكان كنز ذكرياته ، وربما توجد هناك على تلك اللوحة ، مكان قطته الرمادية !
وقف امام مدخله ، كان الكوخ مصنوعا من اعواد القصب الكبيرة لفت باحكام لتصنع كوخا على الطراز الامريكي ثم شق منه مكان للبوابة ، كان بسيطا يحيطه القش من كل مكان ، فقد بناه مجموعة اطفال و لكنه أُحاط بدعامة خارجية محكمة من أعواد القصب متراصة مع أعواد الخشب .
سعد جون فور رؤيته ، لكنه توقف فجأه قبل امساكه للباب !
القفل المخصص كان ملقا على اﻻرض و من اثار الباب يبدو انه نزع حديثا ! ، كما ان رائحة عطرمميزة فاحت من البوابة أستطاع جون الشعور بها فوراً !
سعد جون فور رؤيته ، لكنه توقف فجأه قبل امساكه للباب !
القفل المخصص كان ملقا على اﻻرض و من اثار الباب يبدو انه نزع حديثا ! ، كما ان رائحة عطرمميزة فاحت من البوابة أستطاع جون الشعور بها فوراً !
تسلل الى الباب الخلفي للكوخ و اللذي كان مغطى باعواد قصب مخالفة ﻻتجاه الاعواد الرئيسية ، مع ارتفاع نصف متر عن اﻻرض وضعت عتبة كبيرة هناك ، وفور ان وضع قدمه على اﻻرض ، حتى رأى ظلاً أسود يمر أمامه .....!
مرة اخرى لكن هذه المرة كان مدبراً ظهره له .
ساق جوناس خطواته بحذر لكن فور وضعه لقدمه اﻻخرى ارتطمت بلفافة طويلة مجاورة للباب فاصدرت صوتاً خفيفا تجمد جوناس على اثره .
التفت صاحب المﻻبس السوداء الى الوراء فور سماعه الصوت بعد ان تناول بيده قطعه حديدية حادة كانت على مقربة منه ، مشى بضع خطوات لﻻمام ، لكنه لم يجد شيئاً ، وما ان النظر الى اﻻمام وجد جون امامه ! .
تسمر كل منهما في مكانه ، في محاولة منهما لرؤية مﻻمح اﻻخر ،
لكن كان الكوخ مظلما تماما اﻻ من بعض بصيص الضوء القادم من الباب الخلفي لذا لم يكن بوسع احدهما قراءه مﻻمح خصمه .
ثنى جون ركبيته لﻻمام مستعداً ﻷي هجوم .
" من انت ؟ " ، سأله صاحب الرداء اﻻسود .
" يفترض بي أن أسأل فهذا المكان ملكي " ، في محاولة لإطالة الحديث .
كان الصمت مخيما على المكان ولم يتحرك شخص منهم قيد أنملة ، لكن ما ان سقطت كأس الحبر القريبة من صاحب الرداء على اﻻرض ، هب جون مسرعاً الى انبوبته الحديدية خلف الدوﻻب الكبير ، و فور التفاته هجم صاحب الرداء اﻻسود قبل ان يصرعه جون أرضاً بعد ان وطئ قدمه و ركله في رسغه .
سقط صاحب الرداء اﻻسود متأوها بصوت ناعم على الأرض ممسكا قدمه ، كان يترنح من جهة ﻻخرى متلفظا كلمات بلهجة غريبه .
" أنتِ فتاة اذن ؟ " ، سأل جون بثقة .
لمحته الفتاة بنظرة حادة من رقعتا القناع اﻻنيقتين ، كان من الواضح انها لن تجيبه ، لذا اتكأ جون على الطاولة القريبة منه ثم عاود السؤال مرة اخرى
" لم انتِ هنا ؟ " ،
استمرت نظرتتها الحادة له ، لكن لم ترق له نظرتها تلك ، لذا اقترب منها جون وهمس بهدوء " انستي ، استطيع تقييدك ههنا و لكمك حتى تصرخين من شدة اﻻلم ثم ابﻻغ رجال الشرطة عن وجود مقتحمين في منزلي اﻻ اذا اردتي التكلم دون احداث الجلبة هنا " ،
ادركت الفتاة أنها لن تتخلص منه ، لذا اشاحت بنظرها بعيد ثم تمتمت " ابحث عن شئ ما هنا . "
" وما هو ذلك الشئ ؟ "
صمتت الفتاة لحظات فيما تنظر بعيداً ، امسك جون راسها وخلع القناع عنه في محاولة لرؤية وجهها ، لكنه لم يستطع رؤية مﻻمحها بسبب الظﻻم المخيم على الكوخ .
" اذن ؟ " ، تكلم جون .
" ابحث عن شئ يربطني بمكان شخص يعيش هنا ! "
" ﻻ احد يعيش هنا سوانا ! ، من هو ذلك الشخص ؟ "
صوبت الفتاة عيناها اليه ثم قالت " جوانا رين " !
خفق قلب جون بسرعة فور نطقها لﻻسم ، وشعر بحرارة الدم في رأسه ، فقد مرت سنوات منذ ان نطق احدهم هذا اﻻسم على مسامعه .
" جوانا ؟! " ، " من أنتِ ؟! "
استشعرت الفتاة انها ادركت شخصاً قد يبلغها هدفها فقد كان وجه جون ومﻻمحه الصفراء المتلهفة دليﻻ على معرفته الكثير عما جاءت ﻻجله ، اجابت بهدوء " ميرا توماس " ، ثم أكملت ، "صديقة جوانا منذ الطفولة ! " .
دارت أسئلة كثيرة في رأس جون لكنه سألها مباشرةً السؤال اﻻكثر اهمية لديه ، " أين هي ؟ ، جوانا "
" جوانا ميتة ! "
تجمد جون في مكانه للحظات في محاولة استيعاب ما قالته الفتاة ، اعاد تذكر ما قالت مرةً اخرى ، لكنها اجابته :
" لقد كان منذ فترة طويلة ! ، اهلها قد اعلنو عن وفاتهاا منذ فترة " ، وفي محاولة لقراءة شعوره سألت " ألم تكن تعرف ؟! "
لمم يكن جون يستمع تماماً فحالة الذهول اللي اصابته كانت اقوى من ذلك ، لم يستمع الى بقية حديثها فقد اسرع بالخروج بسرعة وقد اقفل باب الكوخ خلفه باحكام بعد ان وصد البا الرئيسي مسبقاً ، وضع نصب عينيه المنزل الكبير و ركض باسرع ما يمكنه الركض به ، فور وصوله للمنزل استند بيده على الحائط ثم جمع نفسهبه ، فور وصوله للمنزل استند بيده على الحائط ثم جمع نفسه المتقطع وصرخ بصوته
" ميفين ! " .
مرة اخرى لكن هذه المرة كان مدبراً ظهره له .
ساق جوناس خطواته بحذر لكن فور وضعه لقدمه اﻻخرى ارتطمت بلفافة طويلة مجاورة للباب فاصدرت صوتاً خفيفا تجمد جوناس على اثره .
التفت صاحب المﻻبس السوداء الى الوراء فور سماعه الصوت بعد ان تناول بيده قطعه حديدية حادة كانت على مقربة منه ، مشى بضع خطوات لﻻمام ، لكنه لم يجد شيئاً ، وما ان النظر الى اﻻمام وجد جون امامه ! .
تسمر كل منهما في مكانه ، في محاولة منهما لرؤية مﻻمح اﻻخر ،
لكن كان الكوخ مظلما تماما اﻻ من بعض بصيص الضوء القادم من الباب الخلفي لذا لم يكن بوسع احدهما قراءه مﻻمح خصمه .
ثنى جون ركبيته لﻻمام مستعداً ﻷي هجوم .
" من انت ؟ " ، سأله صاحب الرداء اﻻسود .
" يفترض بي أن أسأل فهذا المكان ملكي " ، في محاولة لإطالة الحديث .
كان الصمت مخيما على المكان ولم يتحرك شخص منهم قيد أنملة ، لكن ما ان سقطت كأس الحبر القريبة من صاحب الرداء على اﻻرض ، هب جون مسرعاً الى انبوبته الحديدية خلف الدوﻻب الكبير ، و فور التفاته هجم صاحب الرداء اﻻسود قبل ان يصرعه جون أرضاً بعد ان وطئ قدمه و ركله في رسغه .
سقط صاحب الرداء اﻻسود متأوها بصوت ناعم على الأرض ممسكا قدمه ، كان يترنح من جهة ﻻخرى متلفظا كلمات بلهجة غريبه .
" أنتِ فتاة اذن ؟ " ، سأل جون بثقة .
لمحته الفتاة بنظرة حادة من رقعتا القناع اﻻنيقتين ، كان من الواضح انها لن تجيبه ، لذا اتكأ جون على الطاولة القريبة منه ثم عاود السؤال مرة اخرى
" لم انتِ هنا ؟ " ،
استمرت نظرتتها الحادة له ، لكن لم ترق له نظرتها تلك ، لذا اقترب منها جون وهمس بهدوء " انستي ، استطيع تقييدك ههنا و لكمك حتى تصرخين من شدة اﻻلم ثم ابﻻغ رجال الشرطة عن وجود مقتحمين في منزلي اﻻ اذا اردتي التكلم دون احداث الجلبة هنا " ،
ادركت الفتاة أنها لن تتخلص منه ، لذا اشاحت بنظرها بعيد ثم تمتمت " ابحث عن شئ ما هنا . "
" وما هو ذلك الشئ ؟ "
صمتت الفتاة لحظات فيما تنظر بعيداً ، امسك جون راسها وخلع القناع عنه في محاولة لرؤية وجهها ، لكنه لم يستطع رؤية مﻻمحها بسبب الظﻻم المخيم على الكوخ .
" اذن ؟ " ، تكلم جون .
" ابحث عن شئ يربطني بمكان شخص يعيش هنا ! "
" ﻻ احد يعيش هنا سوانا ! ، من هو ذلك الشخص ؟ "
صوبت الفتاة عيناها اليه ثم قالت " جوانا رين " !
خفق قلب جون بسرعة فور نطقها لﻻسم ، وشعر بحرارة الدم في رأسه ، فقد مرت سنوات منذ ان نطق احدهم هذا اﻻسم على مسامعه .
" جوانا ؟! " ، " من أنتِ ؟! "
استشعرت الفتاة انها ادركت شخصاً قد يبلغها هدفها فقد كان وجه جون ومﻻمحه الصفراء المتلهفة دليﻻ على معرفته الكثير عما جاءت ﻻجله ، اجابت بهدوء " ميرا توماس " ، ثم أكملت ، "صديقة جوانا منذ الطفولة ! " .
دارت أسئلة كثيرة في رأس جون لكنه سألها مباشرةً السؤال اﻻكثر اهمية لديه ، " أين هي ؟ ، جوانا "
" جوانا ميتة ! "
تجمد جون في مكانه للحظات في محاولة استيعاب ما قالته الفتاة ، اعاد تذكر ما قالت مرةً اخرى ، لكنها اجابته :
" لقد كان منذ فترة طويلة ! ، اهلها قد اعلنو عن وفاتهاا منذ فترة " ، وفي محاولة لقراءة شعوره سألت " ألم تكن تعرف ؟! "
لمم يكن جون يستمع تماماً فحالة الذهول اللي اصابته كانت اقوى من ذلك ، لم يستمع الى بقية حديثها فقد اسرع بالخروج بسرعة وقد اقفل باب الكوخ خلفه باحكام بعد ان وصد البا الرئيسي مسبقاً ، وضع نصب عينيه المنزل الكبير و ركض باسرع ما يمكنه الركض به ، فور وصوله للمنزل استند بيده على الحائط ثم جمع نفسهبه ، فور وصوله للمنزل استند بيده على الحائط ثم جمع نفسه المتقطع وصرخ بصوته
" ميفين ! " .